Nội dung text Al-Bayan Lima Yusghilul Adzhan - 2.pdf
٣ أين االله ؟ س ١ : ماذا أجيب الصغير إذا سألني : أين االله ؟ الجواب بسم االله، والحمد الله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول االله، وآله وصـحبه ومـن والاه. وبعد، فإذا سأل الصغير أين االله ؟ أجبناه بأن االله سبحانه وتعالى ليس كمثله شـيء كما أخبر سبحانه عن نفسه في كتابه العزيز حيث قال تعالى : ﴿لَيس كَمِثْلِهِ شيءٌ وهـو السمِيع البصِير] ﴾الشورى ١١:]. ونخبره بأنه لا ينبغي له أن يتطرق ذهنه إلى التفكـر في ذات االله سبحانه وتعالى بما يقتضي الهيئة والصورة فهذا خطر كبير يفضي إلى تـشبيه االله سبحانه وتعالى بخلقه، ونخبره بأنه يجب علينا أن نتفكر في دلائل قدرته سـبحانه وآيـات عظمته فترداد إيمانه به سبحانه. أما عن السؤال عن االله سبحانه وتعالى بأين كمسألة عقائدية، فيؤمن المسلمون بأن االله سبحانه وتعالى واجب الوجود، ومعنى كونه تعالى واجب الوجود : أنه لا يجـوز عليـه العدم، فلا يقبل العدم لا أزلا ولا أبدا. وأن وجوده ذاتي ليس لعلة، بمعنى أن الغير لـيس مؤثرا في وجوده تعالى. فلا يعقل أن يؤثره في وجوده وصفاته الزمان والمكان. فإن قُصد ذا السؤال طلب معرفة الجهة والمكان لذات االله، والذي تقتـضي إجابتـه إثبات الجهة والمكان الله سبحانه وتعالى، فلا يليق باالله أن يسأل عنه بأين ذا المعـنى؛ لأن الجهة المكان من الأشياء النسبية الحادثة، بمعنى أننا حتى نصف شيئا بجهة معينة يقتضي أن تكون هذه الجهة بالنسبة إلى شيء آخر، فإذا قلنا مثلا : السماء في جهة الفوق، فستكون جهة الفوقية بالنسبة للبشر، وجهة السفل بالنسبة للسماء التي تعلوها وهكذا، وطالمـا أن الجهة نسبية وحادثة فهي لا تليق باالله سبحانه وتعالى. فالمسلمون يؤمنون بأن االله سبحانه وتعالى قديم، أي أم يثبتون صفة القدم، وهو القدم الذاتي ويعني عدم افتتاح الوجود، أو هو عدم الأولية للوجود، وهو ما استفيد من كتـاب لُ﴾ [الحديد ٣:]. االله في قوله : ﴿هو الأَو