Nội dung text عبد الله حنا - ديرعطية التاريخ والعمران مع مقدمة للنشر الإلكتروني - 2018 مضغوط.pdf
1 مقدمة الطبعة االلكترونية لكتاب ديرعطية التاريخ والعمران إلى المجتمع المدني من الوقف الذ ري أواخر القرن الثالث عشر – منتصف القرن العشرين عبد هللا حنا (1) مقدمة محمد ديب دعبول سليم()أبو وقصته مع النسخة الورقية ولد محمد ديب دعبول )أبو سليم( ابن شاعر الزجل المشهور محمد سليم دعبول في ى تعليمه االبتدائي في مدرسة القرية، ثم تابع تحصيله في ثانوية عطية عام دير 5391 ـ. تلقـ القلمون في النبك. وبعد أن أمضى ردحا من الزمن موظفا في رئاسة مجلس الوزراء ، ، انطلق أبو سليم لإلسهام اختاره السيد الرئيس حافظ األسد مديرا لمكتبه. ومن هذا الموقع جديا في ت دم بلدته دير عطية بعزيمة ال تلين وهم ة ال تعرف الكلل أو الملل، األمر الذي أدى ق ، وفرش بساط أخضر من األشجار إلى اإلسهام في تغيير وجه دير عطية وتطو رها عمرانيا في سائر نواحيها، وتأمين بنية تحتية ت سهم في عيش رغد ألهلها . ـعندما تنكـ ر قسم من أهل ديرعطية ألبي سليم، وأ ي د عدد كبير من الشباب دخول المسلحين إليها، وساعدوهم، ومنهم بعض أقربائه، الذين غمرهم بالمال وغيره، لم أكن "كفالح ديرعطاني " مسرورا من جحود من أحسن إليهم أبو سليم، فالوفاء عندي ما تزال له أهمية، ولهذا راودتني فكرة كتابة دراسة بعنوان "أبو سليم اإلنسان الذي ظ لم" ، فلماذا؟ ألن ألبي سليم أياد بيضاء على ديرعطية، وخدم كثيرا من أهلها، وهو خلوق ح س ن الطوية، نشأ في بيئة فقيرة. ـا ماذا جرى له بعد عيشه في قصور النظام، فهذا أمر خارج هذا ما أعرفه عنه ، أمـ عن موضوع هذه المقدمة. فهذه المقدمة ال يعنيها موقع أبو سليم في السلطة الحاكمة ومواقف الناس منه،ألن هذا ـد، ال يتسع المجال هنا للخوض فيه. والدافع لتسطير هذه المقالة هي مشاعر شأن معقـ ـى كاتبها، الفالح الديرعطاني "العتيق"، الذي ما يزال يحتفظ باألخالق والقيم، التي تربـ عليها قبل النقلة النوعية للمجتمعات العربية في النصف الثاني من القرن العشرين واجتياح األفكار، التي حملها "الريع النفطي" بعجره وبجره، عالوة على تطور المجتمع: من مجتمع زراعي رعوي فالحي وشبه حرفي ريفي، نقي نقاء الطبيعة غير الملو ثة، إلى مجتمع تعيشون بين ظهرانيه...
3 ،بهاتف أبو سليم مدير الرقابة واتصال وزير اإل ،عالم وأمره بمنع طباعة مخطوط دير طيةع داخل القطر وخارجه ـهكذا حرفي ... ـ والوثيقة محفوظة لدي . ،ا آنذاك، اتصلت بصديقي المرحوم أديب غنم معاون وزير اإل ،عالم مستغربا ومحتجــ ا مشكلتك مع أبي سليم، وليست معنا". " : ـا على موقف وزارة اإلعالم، فأجابني حرفيـ ***** أثناء تحضير المخطوط ، تحدثت أكثر من مرة عن المخطوط مع المسؤولة العلمية عن النشر في المعهد الفرنسي، السيدة سراب األتاسي ابنة الدكتور جمال األتاسي، الطبيب المثقــ ف اليعربي العلماني ، الذي كانت تـ ـعقد في بيته ندوات إحياء المجتمع المدني ـسة لنشر مخطوط تاريخ ديرعطية، والمطالبة بإصالح النظام. كانت السيدة سراب متحمـ إتماما لخطتها في نشر كتب عن االرياف، وكنت أعدها بالمخطوط بعد إنجازه. لم تكن لدي أوهام، من خالل ما يصلني من أخبار، بأن أبا سليم سيوافق على نشر الكتاب، بل معرفة بأنـ ـه سيرفضه، استنادا إلى خبرتي بحكــ ام العالم الثالث وموقفهم من التاريخ، ورأيهم أن التاريخ يبدأ بعد اعتالئهم سدة الحكم، وأنـ ـهم لهذا الغرض يمحون تاريخ أسالفهم، مؤكــ مين دين أن الزمن يبدأ مع وصولهم إلى الحكم، مضخــ إنجازاتهم وعطاءاتهم، وكأن هللا لم يخلق سواهم. ما استطاع في لم يكن محمد ديب دعبول ، ابن ديرعطية الفقير والمخلص لها ، مقدما سبيل رفع مستوى "ضيعته" أو بلدته، التي تحولت في عهده إلى مدينة، بعيدا عن تفكير ليس من الحكام، الذين عاش بين ظهرانيهم. ولهذا نرى أبو سليم ينفق األموال الطائلة )طبعا ( لتقدم ديرعطية في نواح كثيرة، وفي الوقت نفسه ي مع ن بوعي أو الوعي في تدمير جيبه معالم القرية القديمة، التي كان عليه أن يحافظ عليها، ولم ي صغ إلى صرخات الكثيرين، ـنكر، كان يسعى حسب وفي مقدمتهم كاتب هذه األسطر. ومن خالل أعماله، التي ال تـ تقديري للبرهنة على أن تاريخ ديرعطية يبدأ عام 5399 مع بداية القيام بمشاريعه. وهذا، كما أرى، هو سبب عدائه لكتابة تاريخ لديرعطية، خصوصا إذا كان على يد إنسان ليس من "زلمه"، متوهــ ما أن المؤرخ عبد هللا حنا سينبش "قبور الموتى". ***** قد مت بعد مدة مخطوط تاريخ ديرعطية إلى المعهد الفرنسي، وفي الوقت نفسه كنت ثر أجيب السائلين، وكانوا كــ عن مصير كتاب تاريخ ديرعطية وموقف أبو سليم منه، ا، ني عزفت عن نشر الكتاب بأنــ . وكان معروفا لدي أن المعهد الفرنسي ينشر كتبه دون أخذ ـرسل نسخة من مطبوعاته إلى الوزارة. وبعد وصول موافقة مسبقة من وزارة اإلعالم، ثم يـ النسخة المطبوعة إلى وزارة اإلعالم، قمت من خالل اتصاالتي بتحويل كتاب ديرعطية إلى القيادة القطرية لبيان الرأي فيما إذا كان للكتاب إشكالية ما. مدير مكتب الثقافة في القيادة مريبا القطرية الدكتور أحمد درغام قارئ لبعض كتبي، ولم يجد في كتاب ديرعطية أمرا ، فأرجع الكتاب إلى وزارة االعالم بالموافقة على النشر. و عل مت أن الدكتور درغام أخبر أبا