Content text النسخة النهائية.pdf
0
1
1 المقدمة: لطالما كانت الجريمة ظاهرة تهدد المجتمعات اإلنسانية وتعيق تطورها ونموها عىل مر القدم، فما بالتشكل إال وتظهر معها بعض السلوك ي تبتدئ مالمح التجمع اإلنسان ي تأنفها الفطر السليمة فما ت ي ات ال محاولة ي فيها. وف محاوالت للحد من انتشارها ووضع جزاءات لمقي ي يكون لذوي الفطن إال التفكري ف لفهم الجريمة وضع المفكرون والباحثون تعريفات تختلف باختالف مرجعياتهم كل حسب تخصصه رشيعة اإلسالمية يعرفونها عىل أنهامحظورات رشعية زجرهللا عنها بحد أو تعزير فنجد فقهاء ال )1( ، بينما يه يرى علماء االجتماع الجريمة أنها كل فعل يتعارض مع ما هو نافع للجماعة وما نظرها أو ي هو عدل ف فقد )2( انتهاك للعرف السائد مما يستو جب توقيع الجزاء عىل منتهكيه ي ، أما بالنسبة للتعريف القانون ين عىل أنها رشع المغر ي عرفها الم عمل أو امتناع مخالف للقان ون الجنان ومعاقب عليه بمقتضاه )3( . أعطيت للجريمة يدل عىل مدى االهتمام الكبري الذي حظيت به لم ت ي إن التعريفات المختلفة ال لها من آثار وخيمة عىل المجتمعات بشكل عام وعىل األفراد بشكل خاص، وكما هو معلوم فإن التطور ال قد غزىكل جوانب الحياة، ي تكنولو ج ولألسف فإن الجريمة لم تكن بمنأى عن هذا التطور فاستحدث ر ما أصبح يطلق عليه ›› ونية الجريمة اإللكت ‹‹، وإلن كانت الجريمة بمفهومها التقليدي تستلز م جانيا ون ومجنيا عليه ومشحا ماديا للجريمة فإن الجريمة اإللكي ية تجاوزت هذا التصور ونقلته إىل عالم يجعل إدراككنهه من الصعوبة بماكان. ضي ا افي وني تعرف الجريمة اإللكي ة بأنها مخالفات ترتكب ضد األفراد أو مجموعات منهم بدافع الجريمة رش وبقصد إيذاء سمعة الضحية، أو باستخدام رش أو غري مبا يىل للضحية بشكل مبا أذى مادي أو عق ونية تفوق الجريمة التقليدية خطورة كونها جريمة ال )4( شبكات االتصال ، وال شك أن الجريمة اإللكي )1( علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي أبو الحسن، األحكام السلطانية والواليات الدينية تحقيق أحمد مبارك البغدادي، مكتبة دار ابن قتيبة، الكويت، ،1989 ص .285 )2( سامية عزيز ومازيا عيساوي، الجريمة من منظور سوسيلو جي –األسباب واآلثار، منشور بمجلة دراسات في سيكولوجيا االنحراف، المجلد ،06 العدد ،01 ،2021 ص .129 )3( الفصل 110 من مجموعة القانون الجنائي. )4( ذياب موسى البداينة، الجرائم اإللكترونية: المفهوم واألسباب، ورقة علمية عرضت خالل الملتقى العلمي الجرائم المستحدثة في ظل التغيرات والتحوالت اإلقليمية والدولية خالل الفترة من 2 إلى .2014/9/4
2 وني ف بحدود جغرافية وال إقليمية، حيث أنكل ما يحتاج إليه المجرم جهازا إلكي تعي ا نيت متصال باإلني رشق آسيا بينما هو ليقوم بتنفيذ جريمة بدول متواجد بأقىص غرب أمريكا متفاديا أي اتصال مادي مع معالم الجريمة ومقلال بذلك فرص القبض عليه. ونية ولعل أبرزها ما يصطلح عليه تختلف أنواع الجريمة اإللكي ›› ز ون از اإللكت ر رز االبت ‹‹. يقصد قيام ي ون از اإللكي رش باالبي صور أو معلومات أو مقاطع فيديو بالضغط عىل شخص آخر وذلك بن المبي قد تكون مادية أو معنوية أو ت ي من وراء ذلك تحقيق مقاصده ال غ ي إظهارها، ويبت ي ال يرغب هذا األخري ف ي حالة عدم رضوخ ت ي جنسية، وف الضحية بحوزته رش هذه المعلومات الشية ال يقوم بن لطلبات المبي ي عليه إىل تلبية مطالب المبي عىل منصات التواصل أو بأية وسيلة أخرى وهو ما يدفع المج ت خوفا من المساس بسمعته. )1( حصيلة كشفت عنها المديرية العامة لألمن ي المغرب، فف ي وقد شهد هذا النوع من الجرائم تزايدا ف لسنة ت ي الوط 2023 زيادة ي ون از اإللكي سجلت جرائم االبي قدرها 6 بالمائة مقارنة مع سنة 2022 بعدد قضايا ناهز 5969 و ي رشيعات ف ، وإلن كانت فلسفة الت ضع العقوبات تحقيق الردع العام و ترهيب من ي عدد القضايا ال تتم رش وهذه الغاية، وهو ما يدفعنا فإن هذه الزيادة ف ي استحل ما حرمه الشارع الجنان إىل طرح التساؤالت التالية: يه أركان جريمة ما از االبي ي ون اإللكي ؟ يه أنواع ما از االبي ي ون يه اإللكي بعض أساليبه؟ ، ما يه التأثريات النفسية واال ما جتماعية از لالبي عىل الضحايا؟ ي ون اإللكي المغرب؟ ي ي ف ون از اإللكي رشت جرائم االبي إىل أي حد انت )1( سيف مجيد العاني، مسؤولية المستخدم عن جرائم وسائل التواصل االجتماعي )دراسة مقارنة(، دروب المعرفة للنشر والتوزيع اإلسكندرية، مصر، سنة ،2022 ص.49