Content text نهائي فلسفة.pdf
اوال : موضوع العلوم االنسانية لقد حاول الكثير من المفكرين اخضاع العلوم االنسانية لدراسة علمية دقيقة و حديثة . لكن هذا اثار جدال كبيرا يتعلق ب : تحديد الموضوع (1 تسمية الموضوع (2 الطريقة او المنهج المالئم للتعرف على الخصائص (3 العلوم االنسانية موضوع معقد و غني . علل: ألن الظاهرة انسانية و الدارس لها انسان تدرس العلوم االنسانية : االنسان من حيث هو فرد و من حيث هو عضو في جماعة , يتعرض لتاثيرات جهود االنسان في صيرورتها , راسمة لها حدودها الزمانية و المكانية الظواهر : النوع االول : ظواهر تصدر عن االنسان لكنها ال تشكل موضوع علوم انسانية انما هي ظواهر تعتبر موضوع لحكم قيمي مثل : الظواهر الجمالية الظواهر االخالقية مثل الحكم على سلوك شخص ان كان خير و شر او مستحب و قبيح . لماذا ؟ الننا ال نقر سلوك الشخص و انما نقيمه تبعا لما يجب ان يكون النوع الثاني : ظواهر تمت ووقعت و اصبحت موضوع نظر خارجي و هي تابعة للعلوم االنسانية حيث تتعرف على الواقع كما هو عليه ال كما يجب ان يكون دراسة الثار في العالم العربي كظاهرة اجتماعية او سيكولوجية لنتبين الظواهر االخرى التي ترافقه و تالزمه مثل : قد يعتبر رجل االخالق الثار سلوكا شريرا لكن مباحثه ال تدخل في ميدان العلوم االنسانية و انما تدخل في جملة المباحث الفلسفية اي في ميدان العلوم المعيارية
من خالل تحديدنا للموضوع تبين لنا أننا امام موضوع واحد و هو االنسان لكنه موضوع تجلى في أوجه مختلفة شكلت ثالثة اقسام كبرى و هي: اقسام العلوم االنسانية علم النفس ) السيكولوجيا ( ( التاريخ علم االجتماع ) السوسيولوجيا ( يدرس االنسان من حيث هو فرد و يبحث في افعاله و افكاره و عواطفه و ما يكونه و ما يفعله يدرس ماضي البشر و الحوادث التي تتحكم فيه و المنطق الذي يتكشف من خالل تطوره . علم يدع الفرد جانبا لكي يدرس العنصر االجتماعي . اي اوجه النشاط من حيث انها تحمل في جملتها طابعاً غير فردي التاريخ يختلف عن السيكولوجيا ألنه يحاول ان يفهم الفرد في ظل وضعية تاريخية معينة . و من خالل الفرد يسعى ألن يتهم تلك الوضعية دم العلوم االنسانية ثانياً : تق ُ وجب االقرار ان معرفة االنسان احرزت بعض التقدم الذي يعزى إلى العلم من حيث : .1 المعرفة باالصول السيكولوجية : ازدادت معرفتنا باالصول السيكولوجية للسلوك بشروطه العضوية ازدادت معرفتنا بالطفل منذ رابلي و مونتاني ازدادت معرفتنا بمرضى العقول منذ كانوا اولئك يحرقون .2 المعرفة التاريخية : معرفتنا بحضارة روما على يبيل المثال خير مما عرفها فرجيل .3 االساليب الفنية : اختيارياً ألنواع النشاط كما هي الحال في التوجيه النفسي ام زيادة سواء اكان الهدف منها توجيها انتاج الفرق العاملة ام الصحة النفسية ام تنظيم ً المدن . .4 ترتيب الظواهر : بحيث يندرج البيولوجي و السيكولوجي و االجتماعي تحت هذا الترتيب االنفعاالت تصحبها زيادة في افراز االدرينالين بعض امراض الذاكرة تصحبها اضطرابات حركية في ظروف معينة التفكير العقلي يزداد تقدماً له حضارة خاصة مجتمعاً خاصاً قد يرتبط بظروف اجتماعية معينة فنياً تقدماً نمو المدن قد يحدث في ظروف خاصة و يؤدي إلى نتائج معينة بالنسبة الى تركيب االسرة أو العقائد الدينية حتى لو لم تكن معرفتنا الحالية واسعة فال شك انها اوسع من معرفة اسالفنا
ثالثا : العلوم االنسانية و المنهج التجريبي اعترض الكثير من المفكرين على فكرة قيام علوم انسانية خاضعة للمنهج التجريبي و تتمثل هذه االعتراضات في الخصائص التالية : 1( الموضوعية .2المالحظة .3التجريب .1 الموضوعية : رأي المشككين : يقول هؤالء المفكرون بأنه ال يمكن تطبيق الطريقة العلمية اال على االشياء , و الظواهر االنسانية ليست اشياء , و يقصدون بكلمة اشياء ) كل ما هو مستقل عن ارادتنا ( فبالنسبة لهم يمكن دراسة الحديد و الحجر و الحيوان دراسة علمية موضوعية لن هذه تمثل ظواهر مستقلة و خارجة عنا . اما الظواهر االنسانية فال يمكن دراستها دراسة موضوعية النها منا و الينا و كل حكم نصدره بالنسبة لغيره امامهم في آن واحد . ً حولها , يحمل طابع الذاتية و االنسان بشعوره و احاسيسه يعتبر غامضا من البشر و شفافاً مثال : اذا قال شخص ما ان افضل مجتمع هو مجتمع الطبقات و خالفه آخر فيكون كال الرأيين ال يمكن ان يتصف بالموضوعية ألنه يحمل حكماً و قيماً ذاتية تمثل عقلية تفكير متباينة مع االخر . لكن اذا قلنا ان الحديد يتمدد بالحرارة فما من احد يجادل في هذه الحقيقة مهما كانت نزعاته و اتجاهاته و بعبارة اوسع )مهما كانت اعتباراته الشخصية ( النقد : يمكن ان نرد على هؤالء المفكرين المتشككين بقيام علوم انسانية معتمدين على تطور العلوم االنسانية الذي يجعلنا نعدل االساليب و ننوعها و نواجه كل موضوع باالسلوب الذي يتفق مع طبيعته , وال يمكن لالنسان ان يقف امام الظاهرة االنسانية موقف الالمباالة فهي ظاهرة تمت الينا بصلة و ليس من المستغرب ان تتسرب اليها بعض االعتبارات الذاتية, لكن هذا ال يمنع االنسان من التجرد بقدر االمكان من هواه و التحرر من احكامه , فالتقدم الذي احرزته العلوم االنسانية و الذي تم ذكره سابقاً خير دليل على امكانية الدراسة الموضوعية لهذه المواضيع . هذا و ان كنا نجابه احيانا بعض الظواهر التي ما تزال غامضة فإن ذلك ال يرجع الى ان هذه الظواهر ال تتصف بالموضوعية و انما يعود ألن العلوم االنسانية ما تزال في بداية عهدها . .2 المالحظة :